رياضة

العنصرية … في الملاعب الرياضية

العنصرية … في الملاعب الرياضية

 

شهدت الملاعب الرياضية في الأعوام الأخيرة أحداث عنصرية مؤسفة من شأنها إشعال عود الثقاب في ميادين من أهم أهدافها ترسيخ السلام وغرس الوعي وإعلاء القيم والنضج الأنفعالي وكذلك الصبر والتحكم بالعواطف وضبط الأفعال.

يعتقد بعض الناس أن العرق أو لون البشرة أو الجنس أو الدين أو اللغة أو أي من الصفات الخلقية أو الانتماء لجمهور فريق ما هي المحرك الأساسي للصفات والقدرات البشرية, و لولا أصحاب البشرة السمراء لما كان هناك كرة قدم في أوروبا فالسحر والإبداع والمتعة ولدت من رحم إفريقيا وأمريكا اللاتينية ,فالعنصرية حاربت مواهب أعتقد أن الزمن لن يكررها كمحمد صلاح ورونالدينيو وإيتو والكوري الجنوبي هيونغ مين سون والقائمة طويلة فهناك أشخاص لا يجيدون شيئا إلا الإستمتاع بتوجيه الكلمات البذيئة والجارحة للمشاعر التي تؤدي الى إيذاء الوجدان في وسط ساحات من شأنها رفع القيم والأخلاق النبيلة على المستوى الشعبي والمجتمعي, فتبا لهم ولمن يحملون في قلوبهم شيئا من العنصرية والتنمر.

سارعت الفيفا والاتحادات الرياضية حول العالم الى محاربة كل أشكال العنصرية والتمييز وكذلك مثيري الشغب وحاملي اللافتات التي تحتوي على ألفاظ نابية، وضمان مجابهة تلك التصرفات التي لا تمثل الا أصحابها وتنم عن جهل وعنصرية سواء كان ذلك في الملاعب أو على مواقع التواصل الأجتماعي ومحاربة مثل تلك التصرفات المشينة عن طريق أصدار قرارات صارمة من شأنها ملاحقة المتسبيين في هذه الأحداث المؤسفة وفرض غرامات عليهم ناهيك عن الحرمان من المشاركة وحظر التواجد.

ومن الجدير بالذكر أنه خلال اللحظات القليلة التي يتعرض لها اللاعب للعنصرية تتسبب تلك التصرفات في ترك جرح مزمن و أثرا بليغ وخدش عميق وألما نفسيا شديدا في شخصية المتعرض لمثل تلك التصرفات يصعب علاجه، وتؤدي إلى تراجع الثقة بالنفس و نقد الذات و الشعور بالإحباط والعجز ناهيك عن الاكتئاب وحالة من اليأس والخيبة التي قد تسيطر عليه مع تكرار مثل تلك الإساءات.

 

بقلم د/ مصطفى سليمان الخطيب

drmostafaelkhateb@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى