هل نجح مؤسس الدولة الصفوية فى عقد تحالف مع سليم الأول؟ – جريدة الخبر اليوم
وحسب “الموسوعة الموجزة فى التاريخ الإسلامى”، فقد أسس إسماعيل الصفوى “الدولة الصفوية” فى عام “907هـ / 1502م”، ثم أخذ ينظم إدارة بلاده، ولعل من أبرز إنجازات هى إقراره لوحدة إيران الوطنية والسياسية، وتحديد معالم شخصية دولته فى الداخل والخارج، غير أنه صعَّد -فى الوقت نفسه- حدة الصراع بين الصفويين والعثمانيين.
وفى هذه الفترة كانت الدولة تعيش فترة صراعات بين أفراد أسرة آق قويونلو التى كانت تحكم فارس آنذاك، وهو ما استغله أنصار الصفويين، وأمّروا عليهم إسماعيل الصفوى، وكان صغيرا لم يتجاوز الرابعة عشرة من عمره.
تمكن إسماعيل الصفوى وأنصاره من خوض عدة معارك ضد حكام بعض المناطق فى إيران والتغلب عليهم، وتساقطت فى يده كثير من المدن الإيرانية، وتوج جهوده بالاستيلاء على مدينة “تبريز” عاصمة آق قويونلو، ودخلها دخول الفاتحين، ثم أعلنها عاصمة لدولته.
ومع تولى السلطان سليم الأول مقاليد الحكم فى الدولة العثمانية ازداد التوتر بين الدولتين، وكان سليم الأول ينظر بعين الارتياب إلى تحركات الصفويين، ويخشى من تنامى قوتهم وتهديدهم لدولته؛ فعزم على مهاجمة خصمه وتسديد ضربة قوية قبل أن يستعد للنزال.
وعلى الرغم من الهزيمة المدوية التى لحقت بإسماعيل الصفوي، فإنها لم تحسم الصراع لصالح العثمانيين، وظل كل طرف يتربص بالآخر وينتهز الفرصة للانقضاض عليه، ونظرا لفداحة خسائر الصفويين؛ فقد حاول إسماعيل الصفوى أن يبرم صلحا مع السلطان سليم الأول، لكن محاولته لم تلق قبولا لدى السلطان العثماني.
وترتب على انتصار سليم الأول أن نهض رؤساء شمال العراق -وهم من الشافعية السنة- لمساندة العثمانيين. فلم يمض وقت طويل حتى انضمت 25 مدينة للحكم العثماني، على الرغم من الاستحكامات العسكرية التى أقامها الصفويون بها. فتوسع العثمانيون وضموا إليهم ديار بكر وسائر مدن شمال العراق حتى أصبح الجزء الأكبر من أراضى شمال العراق فى يد العثمانيين، وأصبح الإيرانيون وجها لوجه أمام العثمانيين، وبات من الصعب على الصفويين التوسع على حساب العثمانيين.