في قرية العضايمة، التابعة لمركز إسنا بمحافظة الأقصر، وُلد الشاب محمد عرفة عبد الكريم حسن في 17 فبراير 2003، ليبدأ مسيرةً حافلة بالإنجازات والطموحات، انتقل خلالها بين عالم الرياضة والتعليم، ليصبح نموذجًا ملهمًا للشباب الساعي لتحقيق النجاح في مجالات متعددة.
البداية في ملاعب الكرة
منذ نعومة أظافره، كان محمد يعشق كرة القدم، وبرز بين أقرانه بمهاراته الاستثنائية. كان حلمه، مثل كثيرين من أبناء جيله، أن يصبح لاعبًا محترفًا. وبالفعل، نجح في الانضمام إلى ناشئي نادي بيراميدز مواليد 2003، حيث قضى فترة مميزة في صفوف الفريق، أظهر خلالها موهبة كبيرة جعلته محط أنظار مدربيه.
ولكن في لحظة فارقة، اتخذ محمد قرارًا غير متوقع، حيث فضّل ترك كرة القدم، رغم مستقبله الواعد، واختار التفرغ للتعليم.
التحول إلى عالم الطب
لم يكن قرار الابتعاد عن المستطيل الأخضر سهلًا، لكن محمد كان يدرك أن مستقبله الحقيقي يكمن في مسارٍ آخر، فكرّس جهوده للدراسة، حتى نجح في الالتحاق بكلية الطب البشري. واليوم، وهو في العام الرابع من دراسته، يواصل سعيه ليصبح طبيبًا ناجحًا، مقدمًا نموذجًا فريدًا في تحقيق التوازن بين الأحلام والطموحات الواقعية.
بين الحلم والواقع
تجربة محمد عرفة تعكس قصة كفاح وإصرار على تحقيق الذات، حيث أثبت أن النجاح لا يقتصر على مجال واحد، بل يمكن للإنسان أن يبرع في أكثر من طريق إذا امتلك الإرادة والرؤية الواضحة. فبينما كان يمكن له الاستمرار في كرة القدم، فضّل اختيار مسار يراه أكثر استقرارًا لمستقبله، دون أن يندم على رحلته الأولى في الملاعب.
اليوم، يواصل محمد طريقه في عالم الطب، لكنه يظل مرتبطًا بعشقه الأول، حيث يرى أن كرة القدم علّمته الكثير من القيم مثل الالتزام والانضباط، وهي ذاتها المبادئ التي يعتمد عليها في دراسته وعمله المستقبلي كطبيب.
نموذج للشباب الطموح
يُعد محمد عرفة مثالًا رائعًا للشباب الذي يواجه التحديات بشجاعة، ويثبت أن التخلي عن حلم لا يعني الفشل، بل قد يكون بداية لحلم آخر أكثر استدامة. وبينما يقترب من تحقيق هدفه في أن يصبح طبيبًا، يظل ملهمًا لكل من يسعى لإيجاد طريقه الخاص في الحياة، بعيدًا عن الضغوط التقليدية والتوقعات المجتمعية.
في النهاية، يظل السؤال مفتوحًا: هل يعود محمد يومًا إلى عالم كرة القدم من بوابة الطب الرياضي، أم أن رحلته الجديدة ستأخذه إلى آفاق أخرى لم يكن يتخيلها؟ الأيام وحدها كفيلة بالإجابة.